انتقل إلى المحتوى

محبوب من الامهات 5.0/5

الرضاعة الطبيعية هي الأفضل لطفلك

بروتين حليب الماعز سهل الهضم

كابريتا العربية

فهم إشارات طفلكِ غير اللفظية

فهم إشارات طفلكِ غير اللفظية

إذا كان لديكِ تساؤلات مثل "كيف أفهم طفلي الرضيع", أو "كيف أتعامل مع طفلي الرضيع واستجيب لإشارته"، فهذا المقال لك. بفطرتهم، يسعى أطفالنا حديثي الولادة للتواصل مع الآخرون ليعبروا عن احتياجاتهم. والحب والرعاية اللذان يتلقوناهما خلال تلك المرحلة من حياتهم كبير الأثر على نموهم المستقبلي. ويُعد هذا دليل على أهمية أن يلتفت الوالدان إلى إشارات طفلهم غير اللفظية وأن يستوعبا تلك الإشارات.

فعلى مدار مراحل نمو الأطفال، نراهم وهم يتواصلون مع من حولهم بصورة غير لفظية وبطرق مختلفة. فعلى سبيل المثال، قد يشير تثاؤبهم إلى شعورهم بالتعب، وقد تدل أعينهم المنتبهة وحركات أفواههم على سعادتهم ورغبتهم في التواصل مع من حولهم، بينما قد يدل لمسهم الأشياء وإبعادها عنهم على حالة الرفض،.

إلا أنه يلزم الوالدين أن يدركوا أن لكل طفل لغته الخاصة به؛ فقد تدل راحة اليد - على سبيل المثال - على حالة الطمأنينة لدى أحد الأطفال بينما قد يلجأ إليها آخر ليعبر عن حالة ضغط نفسي يتعرض لها. لذا فإن فهمنا لتلك الفروقات الفردية الدقيقة يتعين معه ضرورة معرفتنا بالإشارات المميزة التي يصدرها الأطفال.


أهمية فهمكِ لإشارات طفلكِ غير اللفظية

التواصل الفعال بين الطفل وأمه يعزز الرابط العاطفي بينهما و يؤكد للطفل أنه بصدد تلقي الرعاية والتفهم اللذان يعززان مفهوما الحب والتعلق لديه،. وبإستيعاب الوالدين إشارات طفلهم الغير لفظية فهما يظهران تناغمًا ويبنيان ثقة أساسها الأمان الذي يحتاجه طفلهما لينمو بشكل عام،.

ومنذ الولادة، يلجأ الأطفال للتواصل عبر الأصوات فيبكون ويَهْدِلون ويأِنون، كما أنهم يلجأون في ذلك أيضًا لبعض تعابير الوجه كالنظر في أعين من حولهم والابتسام لهم، أو ربما يلجأ الأطفال لتعابير جسدية أو إيماءات كتحريك الأرجل عند الشعور بالإثارة أو الانزعاج، أو ربما يستخدمون أصابعهم للإشارة فيما بعد.

ويُعد التمكن من تفسير لغة جسد الآخرين أمرًا أساسيًا لفهم الإشارات الاجتماعية كأن يدرك الشخص مثلًا الوقت المناسب لمقاطعة من يتحدث إليه أو أن يدرك أن من يحادثه يمازحه أو أن يتمكن من تقييم جدارة من أمامه بثقته،. لذا فإنه يمكن لافتقار الطفل- قبل أن يتمكن من الكلام- إلى مهارات التواصل غير اللفظي أن يؤدي إلى تعرضه لصعوبات سلوكية في المستقبل.

علاوةً على ذلك، فإن التواصل غير اللفظي للطفل يلعب دورًا محوريًا في تطور مهاراته اللغوية حيث يمكن لوالديه أن يفسرا تعبيراته وحركاته، مما يسهل مسألة إلمام الطفل بمهارات التواصل المبكرة،. كما أنه يساهم في تعزيز التنظيم العاطفي حيث يمكن للوالدين توفير سبل الراحة والدعم لطفلهما الذي يقلق،.

وبفهمهم للغة التواصل غير اللفظية التي يستخدمها طفلهما، فإنه يمكن للوالدين أيضًا توفير رعاية ذات طابع فردي تلبي وبشكل فعال احتياجاته الخاصة.

أنماط التواصل غير اللفظي لدى الأطفال

يُبدي الأطفال مجموعة كبيرة من أنماط التواصل غير اللفظي ومنها تعابير وجوههم والأصوات التي يصدرونها وحركة أجسادهم،. وهي ما يوفر لنا الفرصة المثلى لكي نعرف حالاتهم العاطفية واحتياجاتهم ورغباتهم.

تعابير الوجه

تلعب تعابير الوجه دورًا له أهميته في إظهار المشاعر والاحتياجات. فالأطفال يعبرون عن سعادتهم من خلال الابتسام بينما يعبر عبوسهم وتجهمهم عن شعورهم بعدم الراحة، وتعكس أعينهم الواسعة تفاجئهم أو فضولهم.

الأصوات

تمثل الأصوات نمطًا هامًا من أنماط التواصل غير اللفظي لدى الأطفال. فيصدر الأطفال أصوات الهديل والغرغرة ليعبروا عن سعادتهم أو رضاهم، بينما يكون بكائهم إشارة واضحة على عدم ارتياحهم أو شعورهم بالجوع أو حاجتهم لنَيْلِ اهتمام من حولهم،. أما البعبعة- وهي صوت تتابع الكلام في عجلة- فهي ما يساهم في اكتشاف الأطفال للأصوات وأنماطها وممارستها.

لغة الجسد

يستعين الأطفال بأجسادهم للتعبير عن نواياهم أو تفضيلاتهم أو للتعبير عما بهم من مشاعر عدم الارتياح،. فيركل الطفل قدميه عند شعوره بالإثارة أو عند ترقّبه أمر ما ليعكس بذلك شعوره بالحماس أو الرغبة في التواصل مع محيطه،. ويعكس مد يديه للإمساك بشيء أو بشخص رغبته في التواصل معه واستكشافه،. بينما قد يعكس ابتعاده عن شيء أو تجنبه النظر في أعين الآخرين حاجته للحصول على إلى استراحة مما يتعرض إليه من إثارة أو رغبته في العزلة.

  • الإشارة بالأصابع

تُعد الإشارة باستخدام الأصابع نمطًا واضحًا من أنماط التواصل غير اللفظي لدى الأطفال،. ويمكن تصنيفها إلى نوعين ألا وهما؛ الإشارات الأولية، وهي إشارة الطفل بإصبعه إلى شيء يريده مما يساعده على إيصال رسائل مباشرة للبالغين في محيطه على الرغم من عدم قدرته على النطق والتحدث إليهم،. يلي ذلك الإشارات الأولية التصريحية أو الإشارات التصريحية والتي يلجأ إليها الطفل لبدء محادثة ومناقشة أمر يهمه، ويُعد استخدام الإشارة بالأصابع لبدء محادثة أمرًا هامًا ومحوريًا، لذا فإنه من غير النافع أن يجلس الشخص البالغ أمام الطفل لسؤاله "ما هذا؟" بل عليه أن يدرك أن الطفل قد بدأ المحادثة بالفعل باستخدام إيماءاته وعليه الاستجابة في ضوء ذلك.

  • التواصل البصري

عند التواصل غير اللفظي مع الأطفال، فمن المهم أن يكون هناك تواصلًا بصريًا، كما يجب الوقوف بوضعية مفتوحة مع إظهار تعبيرات وجه إيجابية. كما أن عملية التواصل الفعال مع الطفل تتضمن غالبًا التحدث إليه وجهًا لوجه، حيث إن عملية التواصل ترتكز بشكل كبير على الإشارات التي تصدر عن الطفل. فإذا لم يكن الطفل في وضعية مقابلة لمن يتحدث إليه، فقد لا يستدرك الجوانب الهامة للرسالة التي يريد إيصالها. لذا، فإننا ننصحكِ بالبعد عن استخدام عربات الأطفال الموجهة للأمام، لأنها قد تتسبب في إرباك طفلكِ والتقليل من اهتمامه بالتفاعل اللفظي.

  • اللمس

اللمس وسيلةً إضافيةً من وسائل التواصل غير اللفظي التي تُعد سلاحًا ذا حدين. يلعب اللمس والشم دورًا هامًا في كيفية استيعاب الأطفال وتفهمهم لمحيطهم، مما يؤثر وبشكل كبير على تطور أدمغتهم،. فيمكن للمسة حانية يتلقاها الطفل أن تحفز إطلاق مخه لمواد كيميائية تشعره بالسعادة لتعزز لديه الإحساس بالراحة، وعلى النقيض، فإن اللمسة الجافة القصيرة أو القاسية من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق المخ للمواد الكيميائية الباعثة على التوتر والتي قد يُحتمل أن تساهم بدورها في إحساس الطفل بعدم الراحة، وفي حين أن اللعب الصاخب من الأمور الهامة التي يجب أن يتمتع بها الطفل فإنه من المهم أيضًا أن يشعر الطفل بالأمن والأمان في البيئة التي تحتضنه.

فهم إشارات الطفل غير اللفظية

تفسير إشارات التواصل غير اللفظي لطفلكِ

لكل طفل طريقته التي تميزه عن غيره في التواصل مع من حوله والتي تتأثر بعمره ومراحل تطوره، لذا عليكِ أن تعلمي أنه لا يتعين أن تفسري إشارات تواصل الأطفال معكِ بشكل سليم في كل مرة، ولتعلمي أن ما يهم هو بذل المجهود لفهم احتياجاتهم ورغباتهم.

  • أنا ما زلتُ جائعًا!
  • يعبر الطفل عن جوعه بمص الحليب بقوة وبلعه عبر الفم، بينما تظهر على وجهه علامات التركيز الشديد، كما أنه يكون في حالة هدوء لا ينتابه فيها البكاء، وعند حرمانه من ثدي الأم أو زجاجة الرضاعة يبكي الطفل ويشتكي ولا يمكن لأي من العناصر الموجودة ضمن محيطه أن تشتت انتباهه حينها.

  • لقد شبعت!
  • عند شعور الطفل بالشبع يغمض عينيه ويلتفت بعيدًا عن ثدي الأم أو زجاجة الرضاعة، وقد يبدأ في البكاء بينما يتوقف عن المص أو البلع، وقد ينساب الحليب من فمه، ويمكن لأي عنصر من عناصر محيطه أن تشتته عن عملية المص، فيدفع ثدي الأم أو زجاجة الرضاعة بعيدًا عنه ويلقي برأسه جانبًا وهو مغمض عينيه وقد تبدو عليه علامات عدم الراحة.

  • أنا متعَبْ!
  • عند شعور الطفل بالتعب يصبح سريع الانفعال ويبدأ في البكاء، وتتغير نغمات بكائه من حيث حِدتها وعُلوِّها، ويكون بذلك قد فقد إحساسه بالراحة، تًحْمَرُ عيناه ويفقد التركيز وهو محدقًا في الفضاء، يتقلص وجه الطفل وتشتد قبضتاه، وتُعد علامات أخرى كالتثاؤب ومسح الوجه بيديه من علامات شعوره بالتعب.

  • أريد اللعب!
  • عند إحساس الطفل بحاجته للعب والمرح فإن ذلك ينعكس في عينيه الواسعتين والبراقتين، كما أنه يمد يده للإمساك باللعبة أو الشخص الذي يريد اللعب معه، كما يلوح الطفل أيضًا بذراعيه وقدميه في سعادة، وقد يصدر أصوات ضحك أو صياح وهو ينظر حوله بحثًا عن شيء محفز في محاولة لتحريك لعبة أو أي شيء يجذب انتباهه.

  • أشعر بالملل!
  • عند ملاحظتكِ أن الطفل يغمض عينيه في محاولة منه لكسر التواصل البصري معكِ فهو عادةً ما يبحث حينها عن شيء أكثر إثارة لانتباهه، فيبدأ بالبكاء لأنه قد فقد تركيزه فيما كان منشغل فيه من قبل، ويشعر الطفل برغبة في حمله وضمه وقد يتثاءب فقط لكي يعكس حاجته الملحة لبعض الترفيه.

  • أريد الشعور بالراحة
  • يعبر الطفل عن احتياجه للشعور بالراحة من خلال البكاء والانفعال في محاولة منه لطلب المساعدة ممن حوله، كما أنه يمد يديه طلبًا ليد تحمله، ويسعى الطفل للتواصل البصري مع أصحاب الوجوه المألوفة لديه، ويُعد من الضروري أن تبقي بجوار الطفل وأن تمديه بالراحة خاصةً في وجود أشخاص لا يعرفهم، حيث إن مجرد التواجد بجانب الطفل يوفر له إحساسًا بالأمان سواء إن كان يشعر بالخوف أو عدم التيقن أو إن كان متواجدًا في محيط غير مألوف له أو إن كان حتى يسعى للشعور بالطمأنينة.

    وعليكِ أن تتذكري دومًا أن التواصل ليس عملية يقوم بها طرف واحد؛ فبعد الولادة بوقت قصير يبدأ الطفل مرحلة استيعاب أن "الكلمات ونبرة الصوت وتعبيرات الوجه والإيماءات" كلها أنماط للتواصل يتلقاها من الآخرين ليبدأ في الاستجابة لها.

    من المهم أن تتذكري أن التواصل ليس من طرف واحد فقط. حيث أنه بعد الولادة بفترة قصيرة، يبدأ الأطفال في إدراك أن "الكلمات، نبرات الصوت، تعبيرات الوجه، التحركات الجسدية" هي جميع أشكال التواصل التي يستقبلوها من الآخرين، ثم يبدأون في الاستجابة لهذه الإشارات.


    الاستجابة لإشارات التواصل غير اللفظي لطفلكِ

    إذا كانت مسألة كيفية التواصل مع الأطفال من الأمور التي تشغل تفكيركِ، فمن المهم أن تدركي أن لكل طفل مجموعة فريدة من الإشارات التي يلجأ إليها للتعبير عن مشاعره واحتياجاته. فكلما كانت العلاقة بينكِ وبين طفلكِ أفضل، كلما ستتعلمين كيفية تفسير وفهم تلك الإشارات ذات الطابع الفردي مما يسمح لكِ بإبداء أفضل استجابة فعالة ممكنة.

    ومن الضروري أن تكون استجابتكِ لتلك الإشارات مناسبة قولًا وفعلًا؛ حيث يجب أن تكون الاستجابة متماشية مع الطريقة التي استعان بها الطفل للتواصل معكِ مع العلم أن هناك مساحة للخطأ المقبول من وقت لآخر، إلا أن هناك أيضًا استجابات معينة تتوافق ضروريًا مع تطور الطفل؛ فمثلًا إذا تثاءب الطفل فهذا يعني أنه يشعر بالتعب وبذلك تكون مساعدتكِ له لكي يحظى بقسط من النوم هي الاستجابة المناسبة لمثل هذه الإِشارة، وقد يبدي طفلكِ شعورًا بالاسترخاء إذا ابتسمتِ له أو ربما يبدي استجابةً أفضل إذا ما سمع غناءكِ أو تحدثتِ إليه، إن مثل تلك المعرفة هي ما يقودكِ مستقبلًا لإبداء الاستجابة الملائمة لما يصدره طفلكِ من إشارات التواصل.

    قد يُعد تخصيص وقت بعينه لملاحظة إشارات التواصل غير اللفظي التي يصدرها طفلكِ ومحاولة فهمها وتفسيرها أمر له قيمته إلا أن التعاملات اليومية توفر بدورها أيضًا الفرص الأمثل للتفاعل، فعند تغيير الحفاض- على سبيل المثال- تُتاح للأم الفرصة المثالية للتواصل مع طفلها وجهًا لوجه، وهذه عملية تتم تقريبًا على مدار اليوم بلا شك!

    رسم معلوماتي حول كيفية التواصل مع الأطفال

    الخلاصة

    من خلال توضيح إشارات التواصل غير اللفظي الإيجابية (مثل تعابير الوجه الملائمة ولغة الجسد الدافئة)، نتيح المجال للآباء والأمهات لمساعدة أطفالهم على فهم هذا النمط من أنماط التواصل لتطوير مهاراتهم. وهذا يُعد أساسًيا لتمكينهم من بناء علاقاتهم المستقبلية.

    يمكنكِ التعرف على كيفية فهم الأطفال من خلال العمل على تعزيز عملية تواصلكِ مع طفلكِ ودعم مهارات التواصل غير اللفظي الخاصة به بتطبيقكِ ما يلي:

    إننا كبالغين نتغاضى أحيانًا عن حقيقة أن الأطفال لا يستطيعون الكلام لكنهم رغم ذلك في حالة تواصل لا تنقطع، وقد يدهشكِ كم الرسائل التي يمكن لطفل أن يعبر عنها دون الحاجة لنطق كلمة واحدة؛ أي من خلال إشارات التواصل غير اللفظي، لذا كوني دومًا متأكدةً من حث وتشجع طفلكِ أثناء محاولاته للتواصل معكِ والاستجابة لتلك المحاولات بالشكل الملائم.

    اترك تعليقا

    يرجى الملاحظة أنه سوف يتم الموافقة على التعليقات قبل نشرها.